کد مطلب:109932 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:98

خطبه 214-تلاوت یا ایها الانسان...











ومن كلام له علیه السلام

قاله عند تلاوته:

(یَا أَیُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الكَرِیمِ*).أَدْحَضُ مَسْؤُولٍ حُجَّةً، وَأَقْطَعُ مُغْتَرٍّ مَعْذِرَةً، لَقَدْ أَبْرَحَ جَهَالَةً بِنَفْسِهِ. یَا أَیُّهَا الْإِنْسَانُ، مَا جَرَّأَكَ عَلَی ذَنْبِكَ، وَمَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ، وَمَا أَنَّسَكَ بِهَلَكَةِ نَفْسِكَ؟ أَمَا مِنْ دَائِكَ بُلوُلٌ، أَمْ لَیْسَ مِنْ نَوْمَتِكَ یَقَظَةٌ؟ أَمَا تَرْحَمُ مِنْ نَفْسِكَ مَا تَرْحَمُ مِنْ غَیْرِكَ؟ فَلَرُبَّمَا تَرَی الضَّاحِیَ مِنْ حَرِّ الشَّمْسِ فَتُظِلُّهُ، أَوْ تَرَی الْمُبْتَلَی بِأَلَمٍ یُمِضُّ جَسَدَهُ فَتَبْكِی رَحْمَةً لَهُ! فَمَا صَبَّرَك عَلَی دَائِكَ، وَجَلَّدَكَ عَلَی مُصَابِكَ، وَعَزَّاكَ عَنِ الْبُكَاءِ عَلَی نَفْسِكَ وَهِیَ أَعَزُّ الْأَنْفُسِ عَلَیْكَ! وَكَیْفَ لاَ یُوقِظُكَ خَوْفُ بَیَاتِ نِقْمَةٍ، وَقَدْ تَوَرَّطْتَ بمَعَاصِیهِ مَدَارِجَ سَطَوَاتِهِ! فَتَدَاوَ مِنْ دَاءِ الْفَتْرَةِ فِی قَلْبِكَ بِعَزِیمَة، وَمِنْ كَرَی الْغَفْلَةِ فِی نَاظِرِكَ بِیَقَظَةٍ، وَكُنْ لِلَّهِ مُطِیعاً، وَبِذِكْرِهِ آنِساً، وَتَمَثَّلْ فِی حَالِ تَوَلِّیكَ عَنْهُ إِقْبَالَهُ عَلَیْكَ، یَدْعُوكَ إِلَی عَفْوِهِ، وَیَتَغَمَّدُكَ بِفَضْلِهِ، وَأَنْتَ مُتَوَلٍّ عَنْهُ إِلَی غَیْرِهِ. فَتَعَالی مِنْ قَوِیٍّ مَا أَكْرَمَهُ! وَتَوَاضَعْتَ مِنْ ضَعِیفٍ مَا أَجْرَأَكَ عَلَی مَعْصِیَتِهِ! وَأَنْتَ فِی كَنَفِ سِتْرِهِ مُقیِمٌ، وَفِی سَعَةِ فَضْلِهِ مَتَقَلِّبٌ. فَلَمْ یَمْنَعْكَ فَضْلَهُ، وَلَمْ یَهْتِكْ عَنْكَ سِتْرَهُ، بَلْ لَمْ تَخْلُ مِنْ لُطْفِهِ مَطْرِفَ عَیْنٍ فِی نِعْمَةٍ یُحْدِثُهَا لَكَ، أَوْ سَیِّئَةٍ یَسْتُرُهَا عَلَیْكَ، أَوْ بَلِیَّةٍ یَصْرِفُهَا عَنْكَ، فَمَا ظَنُّكَ بِهِ لَوْ أَطَعْتَهُ! وَایْمُ اللهِ لَوْ أَنَّ هذِهِ الصِّفَةَ كَانَتْ فِی مُتَّفِقَیْنِ فِی الْقُوَّةِ، مُتَوَازِیَیْنِ فِی الْقُدْرَِ، لَكُنْتَ أَوَّلَ حَاكِمٍ عَلی نَفْسِكَ بِذَمِیمِ الْأَخْلاَقِ، وَمَسَاوِیءِ الْأَعَمْالِ. وَحَقّاً أَقُولُ! مَا الدُّنْیَا غَرَّتْكَ، وَلكِنْ بِهَا اغْتَرَرْتَ، وَلَقَدْ كَاشَفَتْكَ الْعِظَاتِ، وَآذَنَتْكَ عَلَی سَوَاءٍ، وَلَهِیَ بِمَا تَعِدُكَ مِنْ نُزُولِ الْبَلاَءِ بِجِسْمِكَ، وَالنَّقْصِ فِی قُوَّتِكَ، أَصْدَقُ وَأَوْفَی مِنْ أَنْ تَكْذِبَكَ، أَوْ تَغُرَّكَ، وَلَرُب َّ نَاصِحٍ لَهَا عِنْدَكَ مُتَّهَمٌ، وَصَادِقٍ مِنْ خَبَرِهَا مُكَذَّبٌ، وَلَئِنْ تَعَرَّفْتهَا فِی الدِّیَارِ الْخَاوِیَةِ، وَالرُّبُوعِ الْخَالِیَةِ، لَتَجِدَنَّهَا مِنْ حُسْنِ تَذْكِیرِكَ، وَبَلاَغِ مَوْعِظَتِكَ، بِمَحَلَّةِ الشَّفِیقِ عَلَیْكَ، وَالشَّحِیحِ بكَ! وَلَنِعْمَ دَارُ مَنْ لَمْ یَرْضَ بِهَا دَاراً، وَمَحَلُّ مَنْ لَمْ یُوَطِّنْهَا مَحَلاًّ! وَإِنَّ السُّعَدَاءَ بالدُّنْیَا غَداً هُمُ الْهَارِبُونَ مِنْهَا الْیَوْمَ. إِذَا رَجَفَتِ الرَّاجِفَةُ، وَحَقَّتْ بِجَلاَئِلِهَا الْقِیَامَةُ، وَلَحِقَ بِكُلِّ مَنْسَكٍ أَهْلُهُ، وَبِكُلِّ مَعْبُودٍ عَبَدَتُهُ، وَبِكُلِّ مُطَاعٍ أَهْلُ طَاعَتِهِ، فَلَمْ یُجْزَ فِی عَدْلِهِ وَقِسْطِهِ یَوْمَئِذٍ خَرْقُ بَصَرٍ فِی الْهَوَاءِ، وَلاَ هَمْسُ قَدَمٍ فِی الْأَرْضِ إِلاَّ بِحَقِّهِ، فَكَمْ حُجَّةٍ یَوْمَ ذَاكَ دَاحِضَةٌ، وَعَلاَئِقِ عُذْرٍ مُنْقَطِعَة! فَتَحَرَّ مِنْ أَمْرِكَ مَایَقُومُ بِهِ عُذْرُكَ، وَتَثْبُتُ بِهِ حُجَّتُكَ، وَخُذْ مَا یَبْقَی لَكَ مِمَّا لاَ تَبْقَی لَهُ، وَتَیَسَّرْ لِسَفَرِكَ، وَشِمْ بَرْقَ النَّجَاةِ، وَارْحَلْ مَطَایَا التَّشْمِیرِ.